العلاج الوهمي أو الشفاء الذاتي

 موضوع اليوم يكمن في معرفة العلاج بالايمان أو  بمعنى آخر الشفاء الذاتي كما سنتعرف أيضا على العلاج الوهمي و يعرف بالاتينية placebo
 إن في الجسم آليات للتشخيص الذاتي تتجسد في كل مستوى من مستويات تكويننا البيولوجي، وتنشط عندما تدعو الحاجة، وعندما تغمض عينيك وتستسلم للنوم، ينشط العقل ويُجري فحصاً طبياً كاملاً لكل خلية من خلايا الجسم، ويعطيك نتائج الفحص على شكل حلم، فإذا اكتشف أن إحدى الخلايا مهددة بالسرطان مثلاً فإنه يجعلك تحس بالعطش. وهذه الآليات التي زرعها الله في الجسم لحمايته هي التي تحقق الشفاء حيث يفشل الطب….


حقيقةً لم ألجى شخصيا للمشفى قط بعد أن تجاوزت سن 12 حيث أدركت أن المستشفى لا يقدم لنا العلاج و انما في بعض الاحيان يقدم لك حلول بسيطة ومسكنات لا غير.. والعلاج بيد الله ثم طاقة الجسد التي تكمن في الانسان وعلى الفرد أن يؤمن بها…


*هل شعرت يوما بإنك مريض و من ثم في الصباح الباكر احسست بإنك بصحة جيدة…
*هل ذهبت للمستشفى ذات يوم وشعرت بصحة جيدة فور وصولك…


سبق وتحدثنا حول موضوع العقل الباطن:

رجال الطب القدماء  و المعالجون بالسحر استخدموا قوة الاعتقاد لجلب الشفاء (أو الضرر، حسب النية) – وهذا هو السبب الذي يجعلهم بارعين في علاج الآخرين ولكن أقل براعة في جلب هذا العلاج لأنفسهم. فكان معنى قوة الاعتقاد بالنسبة لهم أن العديد من “العقاقير” التي يستخدمونها مع الآخرين لا تختلف كثيرًا عن الأدوية الوهمية بمعناها التقليدي – وهذه المعرفة جعلت مخترعاتهم عديمة القيمة إذا ما استخدموها لعلاج أنفسهم..

 

 

ركزت البحوث المتعلقة بتأثير الغفل على العلاقة بين العقل والجسم. وتنص أشيع الفرضيات على أن تأثير الغفل ناجم عن توقعات المرء. فعندما يتوقع الشخص أن حبة الدواء سوف تحمل تأثيراً معيناً، فمن المحتمل أن العمليات الكيميائية داخل الجسم قد تتسبب بتأثيرات مشابهة لما يحدثه الدواء الحقيقي.
فعلى سبيل المثال، عندما تم إعطاء الأشخاص في إحدى الدراسات دواء وهمياً وإخبارهم بأنه دواء منشط لوحظ بعد تناول حبة الدواء تسرع نبضات قلوب المتطوعين، وارتفاع ضغطهم الدموي، وتحسن سرعة المنعكسات. أما عندما تم إعطاؤهم الحبة ذاتها وإخبارهم بأنها حبة دواء منوم، لوحظ عندهم تأثيرات معاكسة. ويشير الخبراء أيضاً إلى وجود علاقة بين مدى اعتقاد الشخص بحدوث التأثيرات، وحدوثها أو عدمه. فكلما كان الاعتقاد أقوى، ازداد احتمال ظهور التأثيرات الإيجابية لدى الشخص.
كما يحتمل أن يكون هنالك تأثير عميق مستبطن ناتج عن تفاعل المريض مع طبيبه أو من يقوم برعايته صحياً. وعلى ما يبدو فإن الأمر ذاته صحيح عندما يتعلق الأمر بالتأثيرات السلبية. فإذا كان الأشخاص يتوقعون أن يسبب لهم الدواء بعض الأعراض مثل الصداع أو الغثيان أو النعاس، فسوف يزداد احتمال ظهور هذه التأثيرات.
ونود أن نشير هنا إلى أن كون تأثير الغفل مرتبطاً بتوقعات المريض لا يجعله علاجاً مزيفاً أو تخيلياً، بل حتى أن بعض الدراسات أشارت إلى حدوث تبدلات حقيقية جسدية بالتزامن مع حدوث تأثير الغفل. فعلى سبيل المثال، كشفت إحدى الدراسات عن ازدياد تصنيع الإندورفينات، وهي إحدى مسكنات الألم الطبيعية داخل الجسم. ومع ذلك، فإن إحدى أهم المشاكل الناتجة عن تأثير الغفل هي صعوبة التمييز أحياناً بينه وبين التأثير الفعلي للأدوية الحقيقية المأخوذة أثناء الدراسة. وإن إيجاد طريقة للتمييز بين تأثير الغفل وتأثير العلاج الحقيقي قد يساعد في تطوير العلاج ويقلل من كلفة اختبارات الأدوية، وربما يقودنا تقدم الأبحاث للتوصل إلى طرق لاستخدام قوة تأثير الدواء الغفل في معالجة الأمراض.
التفكير الإيجابي يساعد كثيراً ، و لكل قاعدة شواذ.
 
البلاسيبو .. لغز يؤكد قوة الاعتقاد !
هناك علاقة قوية بين العقل والجسد لا يمكن لأحد ان ينكرها، وكل يوم تكتشف الأبحاث والدراسات ما يثير دهشتنا حول هذه العلاقة ، ومدى تأثر الجسد بالعقل الباطن تحديداً ، ويتجلى ذلك في كثير من المواقف .. وحديثنا هنا عن تأثر المريض بقناعات العقل ..
تعريف البلاسيبو:
البلاسيبو أو العلاج الوهمي ؛ هو العلاج بأدوية لا تحتوي على أي عناصر علاجية ولا تأثير لها على الإطلاق، كإعطاء المريض “حبوب سكر” على انها حبوب دوائية ، أو إجراء العمليات الجراحية الوهمية، كجراحة “اللا شيء” التي ابتكرها أطباء ولاية تكساس.

 

وتتمثل في تخدير المريض وتهئيته نفسياً لعملية جراحية حقيقة، ولكن كل ما يحدث هو تخدير المريض وأحداث جرح بسيط بالمكان المراد علاجه ثم خياطته دون فعل أي شيء !
 
والمدهش حقاً هو شفاء كثير من المرضى بعد إخضاعهم لهذا العلاج الوهمي ، والسبب هو الإعتقاد حيث أثبت العلماء ان الاعتقاد يمثل 30% من أي علاج !
 
أما عن المصطلح نفسه بلاسيبو Placebo؛ فهى كلمة لاتينية الأصل تعني” I shall please ” أو ” سأتحسن “.
 
أعداؤنا المجهريون الذين عملنا على تقويتهم دون أن نشعر!
 
رأي العلماء
 
في عام 1955 ابتكر طبيب التخدير “هنري بتشر” فكرة العلاج الوهمي ، حيث قام بعدة أبحاث ودراسات حول كيفية تحسين الصحة بإستخدام مادة غير فعالة دوائياً، وأكد ان 35% من الحالات المرضية قد تماثلت لشفاء بالفعل بالعلاج الوهمي ،وهو ما أثار شكوك الكثير من الأطباء والعلماء آنذاك، فما كان منهم إلا رفض الفكرة ودحضها والتشكيك بها .
 
وفي العام 2011 توصلت دراسة في جامعة هارفارد الأمريكية إلى إثبات صحة هذه النظرية، مؤكدة أن الوهم يلعب دوراً كبيراً في شفاء كثير الحالات، عن طريق احداث تغييرات في العمليات الكيميائية في المخ.
 
كيف يعمل العلاج الوهمي؟
 تأثير العلاج الوهمي يقول أستاذ علم وظائف الاعضاء “فابريزيو بينيديتي”: ” الدواء الوهمي هو ظاهرة نفسية عصبية ، لها تأثير حقيقي وملموس في دماغ المريض”.
 
وتؤكد الأبحاث والدراسات فعالية العلاج الوهمي، وفقاً لعاملين هما ؛ (التكيف .. التوقع )، حيث ان لكل منها أثر كبير في تحسن الحالة الصحية للمريض .
 
ويتمثل التكيف في الجو المحيط بالمريض بداية من إرشادات الطبيب، مروراً برائحة الأدوية وأصوات الآلات، إلى الجو العام بالمستشفى كاملاً، كل هذه العوامل تعتبر محفزات بالنسبة للمريض وتؤثر فعلياً في تحسن حالته الصحية.
 
بالإضافة إلى توقع المريض وإعتقاده ان هذا الدواء سيثبت فعاليته أم لا، فعلى حسب التوقعات تأتي النتائج في أغلب الأحيان، لذلك في حالات كثيرة يشترط الشفاء من مرض ما بتحسن الحالة النفسية الناتج عن الإعتقاد والتوقع الذي يسكن العقل الباطن للمريض، فإذا كانت أفكاره سلبية ستكون النتائج سلبية أيضاً، فشعور المريض ان الدواء لن يجدي نفعاً تتسبب في تدهور حالته الصحية بالفعل، والعكس.

إن ايماننا واعتقدنا له تأثير على العقل الباطن لذاء على المرء ان يرسل رسائل ايجابية للعقل الباطن..حتى يتوصل لأفضل الحلول سواء في العلاج الذاتي او في تحقيق مبتغاه……
هناك العديد من الإشارات عبر التاريخ على استخدام التفكير في العلاج
(ضع يدك على الألم و قل بأعلى صوتك إن على الألم أن يزول)، هذه الجملة وجدت على ورقة بردي فرعونية، تعود لأكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة مضت، وقد اعتبرها البعض دليلاً مباشراً على قدرة الإنسان على الشفاء من خلال التفكير في الشفاء، كما نلاحظ العادة المتوارثة بتقبيل الأطفال في مكان إصابتهم، حيث أن القصد من ذلك، إيهام الطفل بفعالية تلك القبلة السحرية، قد نلاحظ أن الأطفال غالباً ما يتوقفون عن البكاء مع تلك القبلة.
 
أما في الموروث الأدبي والديني؛ فهناك الكثير من المقولات والحكم التي تبوح بقدرة الأفكار على شفاء الأبدان، على غرار قول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فيما نقله عنه الشريف الرضي:
 
 
“دواؤك فيـــك ومــــا تـــــشعــرُ    وداؤك مــــنـــك ومـــا تبصــــرُ
 
وتحسب أنك جرمٌ صغيرٌ   وفيك انطوى العالم الأكبرُ”
 
كذلك الحديث الشريف، حيث يقول الرسول محمد (ص):
 
“لا تمارضوا فتمرضوا، ولا تحفروا قبوركم فتموتوا” (هناك خلاف حول صحة الحديث).
 
أو قول المسيح للأبرص:
 
“قم وامضِ.. إيمانك شفاك”
 
أما من حيث الممارسة، هناك من الباحثين من أرجع التأثير للكثير من العادات إلى البلاسيبو، منها الاستشفاء بالقبور والأولياء، حيث يُعتقد أن بعض حوادث الشفاء بزيارة القديسين والأولياء، والتبرك بأضرحتهم، تعود إلى الإيمان القوي بقدرة أولئك المباركين على الشفاء، كذلك يذكر الباحث السوري علاء الحلبي في كتابه العقل الكوني:
 

“كان ملوك فرنسا مثلاً يملكون مقدرة على شفاء المصابين بالتهاب العقد السلّية، وهي عبارة عن تقيّحات في الغدد اللمفاوية و سببها داء السلّ، فكان الملك يلمس دمامل المئات من المرضى الذين يقدمون له في يوم تتويجه، شرط أن يردّد هؤلاء المرضى البؤساء عبارة :” الملك يلمسك.، الله يشفيك! “. وذُكر عن الملك لويس السادس عشر أنه لمس 2400 مريض في يوم تتويجه! أما ملوك المجر، فكانوا يشفون المصابين باليرقان، وملوك إسبانيا كانوا يشفون من هذيان الاستحواذ، وملوك إنجلترا كانوا يشفون من داء الصرع!، والسبب الذي كان وراء شفاء هؤلاء المرضى ليس الملوك وقدراتهم الإلهية المصطنعة، بل الشعور بالرهبة والمهابة، الذي كان ينتاب هؤلاء المساكين في حضور الملك، بالإضافة إلى إيمانهم المطلق بقدرته على الشفاء فعلاً”.

 نوح الزكواني

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *